جـــــــــيل القيــــــــــــادة

الأحد، 19 أغسطس 2012

سلسلة التفوق (4) تقبل الذات

سلسلة التفوق (4) -تقبل الذات


رحب بحضراتكم في جزء جديد من سلسلة التفوق والتي اهديها لكم من كل دواخلي ,متمنيا من الله تعالى أن يكون عونا لكم في درب النجاح.تكلمنا
فيما سبق عن مفهوم التغيير ,وكيف انه من الحكمة ألا نصيع أوقاتنا الثمينة في تغيير أشياء في حياتنامسلم بها على أنها لاتتغير ,ولعل السائل
يتساءل مالذي يجب ان نفعله حيال هذا الآمر ,هل ندع الحالة على حالها؟ ام انه يجب ان نتدخل للتغيير ؟
فلنسرح في رحلة تفكير قصيرة ..نعالج فيها هذا الامر سويا .لقد خلقنا ونحن اكرم المخلوقات عند الله سبحانه وتعالى ولعلني اشرت في مقال سابق.
ان الذي يفصلنا عن أي وحيش آخر هو التفكير ..ملكة العقل ..ملكة الحكم والتفكير,فأنا أفكر ..استنتج..احكم..اقدر أيضا فهذا ما كرمنا به 
وهذا ما يجعلنا مختلفين عن باقي الكائنات ..هذه هدية من الخالق صحيح؟ لكن الحكمة الآلهية قضت ألا نصل للكمال وأن نعيش في النقصان كحقيقة 
مؤقتة فلكل منا عيوبه وضعفه,ومراكز قوته أيضا..وفي هذه العيوب نوعان..عيوب يمكن ان تتغير كالخلق والتعامل ..وعيوب لا يمكن ان تتغير ,
فهي خارجة عن نطاق الارادة الانسانية كالعيب الخلقي والوضع الاجتماعي ..أو المحيط العائلي ..فمالذي يجب علينا ان نفعله كحل للآمر ؟
الحل في كلمة واحدة"التقبل" ,كلمة سهلة النطق كبيرة المعنى ,عظيمة المنفعة ان الله هو الواحد الخالق المعطي المانع 
وقد ارتأت الحكمة الالهية ان تكون بالهيئة التي أنت عليها الآن وأن تولد من طرف الآبوين الذان ربياك ..عليك ان تتقبل هدايا الله سبحانه وتعالى 
,فأنت احسن مخلوق لديه كيف لا وانت من كرمه الله بجعله خليفته في الآرض ,ثق بالآمر, احبك الله ,فأهداك من عظمة نعمه ..ولو ثريتنا ولو لوقت معين 
فسنجد ان النعم لدينا لاتعد ولا تحصى وتفوق العيوب ..ولعل في هذه العيوب ماهو من نعم مستور فلاحظ الحكمة الالهية في قوله ان مع العسر يسرى,فالله 
سبحانه أكد لك ان الحل في المشكلة ..ودعني اوضح لك شيئا الدنيا والحياة هي نظرة في حقيقتها فكل منا ينظر اليها كما يشاء فيعيشها كما نظراليها,
فانظر كيف تنظر اليها انت ايضا ..وان كنت تنوي النجاح ..وتسير على درب الناجحين ,تجاوز مرحلة التفكير وقنص العيوب 
عليك ان تتقبل ذاتك فأنت احسن مخلوقات الله ..فلايمكن ان تقبل بشخص آخر ان لم تتقبل ذاتك أولا ..او تحب أي شخص وانت لا تحب نفسك أولا ,ففاقد الشئ 
لايعطيه..كن صريحا معها فهي جليسك الوحيد والمرافق الذي يلازمك طوال الوقت والذي يهوي بك الى الدركات السفلى من الفشل أو يصعد بك الى قمم
النجاح..وأعلم انك بعد قراءة المقال ستقول لنفسك الحمد لله وتمتن للحياة على كل شيء عشته ولنفسك على كل شيء فكرت فيه
وانه لآمر رائع ان تتقبل ذاتك فعندها ستستظيع التركيز على كل ما يحول دونك ودون النجاح لتعديله ..كن حليما مع نفسك وتقبلها فهي الارض الخصبة لبستانك
فاذا اردت ثمارا طيبة احرض على تجهيز ارض طيبة لذلك ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق